السيارة هي وسيلة لنقل الركاب تعتمد على وجود محرّك يعمل عن طريق تفاعل شرارة كهربائية مع الوقود الذي يمنحها القدرة على توليد طاقة حركية للانتقال من مكان إلى آخر. تُعدّ السيارات من أكثر وسائل النقل انتشاراً واستخداماً بين الناس، حتى إنّ كثيراً من المِهَن ارتبطت بها ارتباطاً وثيقاً، مثل سيارات الأجرة التي تعتمد على أن يدفع الراكب مبلغاً من المال للسائق عند توصيله للمكان الذي يريد الذهاب إليه.
أول سيارة في العالم |
أين صنعت أول سيارة في العالم
يُعدّ تاريخ صناعة السيارات تاريخ غنيّ ومُتعرِّج، وقد يصعُب تتبُّعه بشكل دقيق، لكن أوّل ظهور للسيارات يعود إلى القرن الخامس عشر الميلادي؛ حين قدّم كلّ من ليوناردو دافنشي وإسحاق نيوتن تصاميم ورسومات مبدئيّة للسيارات، بعد ذلك؛ بدأ المخترعون بتجارب عديدة لصناعة السيارات التي تنوّعت طرق عملها وأشكالها، فأوّل سيارة حقيقية ذات مُحرِّك بُخاري صُنِعَت في عام 1769م على يدّ المُخترع نيكولا جوزيف كونيو في فرنسا في آرسنال باريس، وكانت سيارة ثلاثية العِجال تعمل بشكل ذاتي دون مساعدة خارجية؛ حيثُ صُنِعَت لاستخدامات الجيش الفرنسي. أمّا أوّل سيارة كهربائية فظهرت في القرن التاسع عشر الميلادي في اسكتلندا؛ حيث صنع المُخترع روبرت آنديرسون سيارة تعمل بواسطة مُحرِّك كهربائي بين عاميّ 1832-1839م، وفيما بعد ظهرت فكرة المُحركات التي تعمل بواسطة الوقود، وعَمِلَ المُخترع الألماني كارل فريدريش بنز على صناعة أوّل سيّارة ذات مُحرّك يعمل من خلال تزويده بالبنزين في ألمانيا بين عاميّ 1885-1886م وكانت ذات ثلاثة عِجال. بعد بنز، بنى المُخترعان غوتليب دايملر وفيلهلم مايباخ أول سيارة ذات أربعة عِجال ومُحرِّك يعمل بالوقود في ألمانيا في عام 1886م، وسُمّيَ المُحرك Cannstatt-Daimler.
تطوُّر السيارات عبر الزمن
مرّت صناعة السيارات بعدد من المراحل قبل أن تصل إلى شكلها الذي نعرِفهُ اليوم، وفيما يلي استعراض لمراحل تطوُّر صناعة السيارات عبر الزمن:
السيارة البُخارية
ظهرت فكرة السيارات البُخارية على يد المُخترع الفرنسي نيكولا جوزيف كونيو في عام 1769م، وكان المحرّك البُخاري والسخّان مُنفصلان عن بقية أجزاء السيارة، وكانا في الجزء الأمامي منها، وكانت تسير بسرعة 2.5 ميل في الساعة، وذات عجلات ثلاثية، وكان لا بدّ من أن تتوقف السيارة كل 10-15 دقيقة ليُعاد جمع البُخار في مُحركِّها، وبعد عام، بنى كونيو سيّارة بُخارية تتّسع لأربعة أشخاص. بعد ذلك، تَتابَعَ المُخترعون في بناء السيارات الكهربائية في بُلدان عديدة، منها: الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا العُظمى؛ ففي الولايات المتحدة الأمريكية، أُعطِيَ أوليفر إيفانس أوّل براءة اختراع لسيّارة بُخارية في عام 1789م، وفي بريطانيا، بنى ريتشارد تريفيثيك أوّل عَرَبة تعمل على البُخار في عام 1801م.[٢]
السيارة الكهربائية
بدأت السيارات الكهربائية بالظهور بعد اختراع المَجَري أنيوس جيدليك نموذج لسيّارة صغيرة تعمل بواسطة الكهرباء في عام 1828م، وبين عاميّ 1832-1839م بنى المُخترع الاسكتلندي روبرت آنديرسون سيّارة حقيقيّة تسير بواسطة مُحرِّك كهربائي، وفي عام 1842م بُنِيَت سيارات ذات مُحرِّك مُجدَّد -ولكن غير قابل لإعادة الشحن- على يد توماس دافنبورت وروبرت دافيدسون، وفي عام 1865م؛ بنى الفرنسي غاستون بلانتي سيارة ذات بطارية أفضل؛ حيثُ أخذت البطاريات بعدها بالتحسُّن. في بداية القرن التاسع عشر الميلادي، بدأت كل من بريطانيا العُظمى وفرنسا بدعم صناعة السيارات الكهربائية، وفي عام 1895م بدأت أمريكا بدعم السيارات الكهربائية أيضاً، وفي عام 1897م بدأ استخدام السيارات الكهربائية الفِعلي في مدينة نيويورك كأسطول من سيارات الأُجرة.[٤]
السيارة التي تعمل بالوقود
بدأ التطبيق الفعلي للسيارات التي تعمل بواسطة مُحرّكات الوقود على يد كارل بنز في عام 1885م، وكانت ذات مواصفات عالية مُقارنةً بالسيارات التي كانت موجودة في ذلك الوقت؛ حيث كانت السيارة ذات سرعة عالية، ويمتلك مُحرّكها أُسطوانة واحدة ومُثبّت بشكل أُفقي في الجزء الخلفي من السيارة، وإطارها صلب مصنوع من الفولاذ، وكانت تتكوّن من مقعدَين وثلاثة عجال مشبوكة بأسلاك.[٥] بعد بنز، قام غوتليب دايملر وفيلهلم مايباخ ببناء سيّارة ذات عجال رُباعية وتعمل على مُحرّك بالوقود، وكانا من الرّائدين في صناعة السيارات في الولايات المتحدة الأمريكية.[١][٦]
ازدهار صناعة السيارات
ازدهرت صناعة السيارات بعد اختراع المُحرّكات التي تعمل بالوقود، وبدأت الشركات المُصَنِّعة بشراء المُحرّكات من بنز ودايلمر لبناء سيّارات حديثة، وكان رينيه بانهارد وإيميل ليفاسور أوّل مَن أسّسا شركة لصناعة السيارات؛ حيثُ بنوا أوّل سيارة في عام 1890م باستخدام مُحرّك دايلمر، وأدخلا تعديلات كبيرة عليها مثل نقل المُحرّك إلى مُقدّمة السيارة واستخدام نظام الدفع الخلفي، وتشاركا بحقوق مُحرّك دايلمر مع أرماند بيجو في فرنسا.[٧] أمّا في الولايات المتحدة الأمريكية، أسّس الأخوان تشارلز وفرانك دوريّاً أوّل شركة لصناعة السيارات التي تعمل بالوقود في عام 1893م، وباعا 13 سيارة حتى عام 1896م، لكنّها كانت باهظة الثمن، واستمرّت في الإنتاج حتى العشرينيات من القرن العشرين، ثم تَبِعَهما رانسوم إيلي أولدز الذي كان صاحب خبرة طويلة في صناعة المحركات البُخارية وتلك التي تعمل بالوقود، وأسّس شركة لصناعة السيارات في عام 1901م، وكانت شركته هي الشركة الرائدة في صناعة السيارات في أمريكا بين عاميّ 1901-1904م، ثم دخل هينري فورد مجال صناعة السيارات، وأسّس خط تصنيع جديد للسيارات عام 1903م؛ حيثُ كان يقوم ببيع سيّارات من تصميمه الخاص.[٧]
السيارة الحَديثة
تطوّرت السيارات الحديثة التي نستخدمها اليوم بشكل كبير جداً؛ وذلك بسبب التطوّر الصناعي الكبير الذي دخل على صناعة السيارات، فأصبحت ذات تصاميم أفضل ومساحة أكبر، كما دخلت التكنولوجيا والأنظمة الذكية في صناعتها؛ حيث تمتلك السيارات الحديثة شاشات تعمل باللّمس، وإمكانية العمل بالأوامر الصوتية، وربط الهاتف النقّال بنظام السيارة؛ وبالتالي التحكم بعدد من الوظائف من خلال الهاتف النقال، إلى جانب استغناء السيارات الحديثة عن المفتاح واستبداله بزرّ بدء التشغيل، كما أصبحت أنظمة السيارات تعتمد النظام الكهربائي المُساعد في عملها، وعدم الاعتماد بشكل كامل على الوقود، وبذلك تُساعد على توفير استهلاك الوقود بشكل كبير.